فصل: أَلَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإتقان في علوم القرآن (نسخة منقحة)



.إِذًا:

قَالَ سِيبَوَيْه: مَعْنَاهَا الْجَوَابُ وَالْجَزَاءُ، فَقَالَ الشَّلَوْبِينُ: فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: فِي الْأَكْثَرِ. وَالْأَكْثَرُ أَنْ تَكُونَ جَوَابًا لِإِنْ أَوْ لَوْ ظَاهِرَتَيْنِ أَوْ مُقَدَّرَتَيْنِ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَحَيْثُ جَاءَتْ بَعْدَهَا اللَّامُ فَقَبْلَهَا (لَوْ) مُقَدَّرَةٌ إِنْ لَمْ تَكُنْ ظَاهِرَةً، نَحْوَ: {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 91].
وَهِيَ حَرْفٌ يَنْصِبُ الْمُضَارِعَ، بِشَرْطِ تَصْدِيرِهَا وَاسْتِقْبَالِهِ، وَاتِّصَالِهَا أَوِ انْفِصَالِهَا بِالْقَسَمِ أَوْ بِلَا النَّافِيَةِ.
قَالَ النُّحَاةُ: وَإِذَا وَقَعَتْ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَاءِ جَازَ فِيهَا الْوَجْهَانِ، نَحْوَ: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ} [الْإِسْرَاء: 76]، {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ} [النِّسَاء: 53] وَقُرِئَ- شَاذًّا- بِالنَّصْبِ فِيهِمَا.
وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: التَّحْقِيقُ أَنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَهَا شَرْطٌ وَجَزَاءٌ وَعُطِفَتْ، فَإِنْ قَدَّرْتَ الْعَطْفَ عَلَى الْجَوَابِ جَزَمْتَ وَبَطَلَ عَمَلُ إِذًا، لِوُقُوعِهَا حَشْوًا. أَوْ عَلَى الْجُمْلَتَيْنِ جَمِيعًا: جَازَ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ. وَكَذَا إِذَا تَقَدَّمَهَا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ فِعْلٌ مَرْفُوعٌ، إِنْ عُطِفَتْ عَلَى الْفِعْلِيَّةِ رُفِعَتْ، أَوِ الِاسْمِيَّةِ فَالْوَجْهَانِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: (إِذًا) نَوْعَان:
الْأَوَّلُ: أَنْ تَدُلَّ عَلَى إِنْشَاءِ السَّبَبِيَّةِ وَالشَّرْطِ، بِحَيْثُ لَا يُفْهَمُ الِارْتِبَاطُ مِنْ غَيْرِهَا، نَحْوَ: أَزُورُكَ غَدًا، فَتَقُولُ: إِذًا أُكْرِمَكَ. وَهِيَ فِي هَذَا الْوَجْهِ عَامِلَةٌ تَدْخُلُ عَلَى الْجُمَلِ الْفِعْلِيَّةِ، فَتَنْصِبُ الْمُضَارِعَ الْمُسْتَقْبَلَ الْمُتَّصِلَ إِذَا صُدِّرَتْ.
وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ مُؤَكِّدَةً لِجَوَابٍ ارْتَبَطَ بِمُقَدَّمٍ، أَوْ مُنَبِّهَةً عَلَى مُسَبَّبٍ حَصَلَ فِي الْحَالِ، وَهِيَ حِينَئِذٍ غَيْرُ عَامِلَةٍ؛ لِأَنَّ الْمُؤَكِّدَاتِ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا، وَالْعَامِلَ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، نَحْوَ: إِنْ تَأْتِنِي إِذًا آتِيكَ، وَاللَّهِ إِذًا لَأَفْعَلَنَّ. أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَوْ سَقَطَتْ لَفُهِمَ الِارْتِبَاطُ.
وَتَدْخُلُ هَذِهِ عَلَى الِاسْمِيَّةِ، فَتَقُولُ: إِذًا أَنَا أُكْرِمُكَ. وَيَجُوزُ تَوَسُّطُهَا وَتَأَخُّرُهَا. وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا} [الْبَقَرَة: 145] فَهِيَ مُؤَكِّدَةٌ لِلْجَوَابِ، مُرْتَبِطَةٌ بِمَا تَقَدَّمَ.
تَنْبِيهَان:
الْأَوَّلُ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا الْعَلَّامَةَ الْكَافَيَجِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 34]: لَيْسَتْ إِذًا هَذِهِ الْكَلِمَةَ الْمَعْهُودَةَ، وَإِنَّمَا هِيَ (إِذًا) الشَّرْطِيَّةُ، حُذِفَتْ جُمْلَتُهَا الَّتِي تُضَافُ إِلَيْهَا، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِالتَّنْوِينِ كَمَا فِي يَوْمِئِذٍ. وَكُنْتُ أَسْتَحْسِنُ هَذَا جِدًّا، وَأَظُنُّ أَنَّ الشَّيْخَ لَا سَلَفَ لَهُ فِي ذَلِكَ. ثُمَّ رَأَيْتُ الزَّرْكَشِيَّ قَالَ فِي الْبُرْهَانِ بَعْدَ ذِكْرِهِ لِإِذًا الْمَعْنَيَيْنِ السَّابِقَيْن:
وَذَكَرَ لَهُمَا بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مَعْنًى ثَالِثًا، وَهِيَ أَنْ تَكُونَ مُرَكَّبَةً مِنْ (إِذَا) الَّتِي هِيَ ظَرْفُ زَمَنٍ مَاضٍ، وَمِنْ جُمْلَةٍ بَعْدَهَا تَحْقِيقًا أَوْ تَقْدِيرًا، لَكِنْ حُذِفَتِ الْجُمْلَةُ تَخْفِيفًا، وَأُبْدِلَ مِنْهَا التَّنْوِينُ، كَمَا فِي قَوْلِهِمْ فِي حِينَئِذٍ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ النَّاصِبَةَ لِلْمُضَارِعِ؛ لِأَنَّ تِلْكَ تَخْتَصُّ بِهِ، وَلِذَا عَمِلَتْ فِيهِ وَلَا يَعْمَلُ إِلَّا مَا يَخْتَصُّ، وَهَذِهِ لَا تَخْتَصُّ، بَلْ تَدْخُلُ عَلَى الْمَاضِي، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ} [النِّسَاء: 67] {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ} [الْإِسْرَاء: 100] {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ} [الْإِسْرَاء: 75]، وَعَلَى الِاسْمِ نَحْوَ: {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الشُّعَرَاء: 42] قَالَ: وَهَذَا الْمَعْنَى لَمْ يَذْكُرْهُ النُّحَاةُ، لَكِنَّهُ قِيَاسٌ مَا قَالُوهُ فِي (إِذْ).
وَفِي التَّذْكِرَةِ لِأَبِي حَيَّانَ: ذَكَرَ لِي عَلَمُ الدِّينِ الْقِمَّنِيُّ: أَنَّ الْقَاضِيَ تَقِيَّ الدِّينِ بْنَ رَزِينٍ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ (إِذًا) عِوَضٌ مِنَ الْجُمْلَةِ الْمَحْذُوفَةِ، وَلَيْسَ هَذَا قَوْلَ نَحْوِيٍّ.
وَقَالَ الْخُوَيِّيُّ: وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ- لِمَنْ قَالَ: أَنَا آتِيكَ: إِذًا أُكْرِمُكَ، بِالرَّفْعِ عَلَى مَعْنَى إِذَا أَتَيْتَنِي أُكْرِمُكَ، فَحُذِفَتْ أَتَيْتَنِي، وَعُوِّضَتِ التَّنْوِينُ مِنَ الْجُمْلَةِ، فَسَقَطَتِ الْأَلِفُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ: وَلَا يَقْدَحُ فِي ذَلِكَ اتِّفَاقُ النُّحَاةِ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ مَنْصُوبٌ بِإِذًا؛ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ مَا إِذَا كَانَتْ حَرْفًا نَاصِبًا لَهُ، وَلَا يَنْفِي ذَلِكَ رَفْعُ الْفِعْلِ بَعْدَهَا إِذَا أُرِيدَ بِهَا (إِذَا) الزَّمَانِيَّةُ، مُعَوَّضًا مِنْ جُمْلَتِهَا التَّنْوِينُ، كَمَا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَجْزِمُ مَا بَعْدَ (مِنْ) إِذَا جَعَلَهَا شَرْطِيَّةً، وَيَرْفَعُهُ إِذَا أُرِيدَ بِهَا الْمَوْصُولَةُ. انْتَهَى.
فَهَؤُلَاءِ قَدْ حَامُوا حَوْلَ مَا حَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالنَّحْوِ، وَمِمَّنْ يُعْتَمَدُ قَوْلُهُ فِيهِ. نَعَمْ ذَهَبَ بَعْضُ النُّحَاةِ إِلَى أَنَّ أَصْلَ (إِذًا) النَّاصِبَةِ اسْمٌ، وَالتَّقْدِيرُ فِي: إِذًا أُكْرِمُكَ: إِذَا جِئْتَنِي أُكْرِمُكَ، فَحُذِفَتِ الْجُمْلَةُ وَعُوِّضَ مِنْهَا التَّنْوِينُ، وَأُضْمِرَتْ (أَنْ).
وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهَا حَرْفٌ، مُرَكَّبَةٌ مِنْ (إِذْ) وَ(إِنْ). حَكَى الْقَوْلَيْنِ ابْنُ هِشَامٍ فِي الْمُغْنِي.
التَّنْبِيهُ الثَّانِي: الْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ (إِذًا) يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْأَلِفِ الْمُبْدَلَةِ مِنَ النُّونِ، وَعَلَيْهِ إِجْمَاعُ الْقُرَّاءِ، وَجَوَّزَ قَوْمٌ- مِنْهُمُ الْمُبَرِّدُ وَالْمَازِنِيُّ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ- الْوُقُوفَ عَلَيْهَا بِالنُّونِ، كَلَنْ وَإِنْ، وَيَنْبَنِي عَلَى الْخِلَافِ فِي الْوُقُوفِ عَلَيْهَا كِتَابَتُهَا: فَعَلَى الْأَوَّلِ تُكْتَبُ بِالْأَلِفِ كَمَا رُسِمَتْ فِي الْمَصَاحِفِ، وَعَلَى الثَّانِي بِالنُّونِ.
وَأَقُولُ: الْإِجْمَاعُ فِي الْقُرْآنِ عَلَى الْوَقْفِ عَلَيْهَا، وَكِتَابَتُهَا بِالْأَلِفِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا اسْمٌ مُنَوَّنٌ لَا حَرْفٌ آخِرُهُ نُونٌ، خُصُوصًا أَنَّهَا لَمْ تَقَعْ فِيهِ نَاصِبَةً لِلْمُضَارِعِ، فَالصَّوَابُ إِثْبَاتُ هَذَا الْمَعْنَى لَهَا، كَمَا جَنَحَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ وَمَنْ سَبَقَ النَّقْلُ عَنْهُ.

.أُفٍّ:

كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ عِنْدَ التَّضَجُّرِ وَالتَّكَرُّهِ.
وَقَدْ حَكَى أَبُو الْبَقَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الْإِسْرَاء: 23] قَوْلَيْن:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ اسْمٌ لِفِعْلِ الْأَمْرِ، أَيْ: كُفَّ وَاتْرُكْ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ اسْمٌ لِفِعْلٍ مَاضٍ، أَيْ: كَرِهْتُ وَتَضَجَّرْتُ.
وَحَكَى غَيْرُهُ ثَالِثًا: أَنَّهُ اسْمٌ لِفِعْلٍ مُضَارِعٍ، أَيْ: أَتَضَجَّرُ مِنْكُمَا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ: {أُفٍّ لَكُمْ} [الْأَنْبِيَاء: 67]، فَأَحَالَهُ أَبُو الْبَقَاءِ عَلَى مَا سَبَقَ فِي الْإِسْرَاءِ، وَمُقْتَضَاهُ تَسَاوِيهِمَا فِي الْمَعْنَى.
وَقَالَ الْعُزَيْزِيُّ فِي غَرِيبِه: هُنَا أَيْ: بِئْسًا لَكُمْ.
وَفَسَّرَ صَاحِبُ الصِّحَاح: أُفٍّ بِمَعْنَى قَذَرًا.
وَقَالَ فِي الِارْتِشَافِ: أُفٍّ: أَتَضَجَّرُ.
وَفِي الْبَسِيط: مَعْنَاهُ التَّضَجُّرُ، وَقِيلَ: الضَّجَرُ، وَقِيلَ: تَضَجَّرْتُ، ثُمَّ حَكَى فِيهَا تِسْعًا وَثَلَاثِينَ لُغَةً.
قُلْتُ: قُرِئَ مِنْهَا فِي السَّبْعِ (أُفِّ) بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِينٍ (وَأُفٍّ) بِالْكَسْرِ وَالتَّنْوِينِ، وَ(أُفَّ) بِالْفَتْحِ بِلَا تَنْوِينٍ، وَفِي الشَّاذِّ (أُفٌّ) بِالضَّمِّ مُنَوَّنًا وَغَيْرَ مُنَوَّنٍ، وَ(أُفْ) بِالتَّخْفِيفِ.
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} قَالَ: لَا تُقَذِّرْهُمَا.
وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: هُوَ الرَّدِيءُ مِنَ الْكَلَامِ.

.أَلْ:

عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ تَكُونَ اسْمًا مَوْصُولًا بِمَعْنَى الَّذِي وَفُرُوعِهِ، وَهِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَى أَسْمَاءِ الْفَاعِلِينَ وَالْمَفْعُولِينَ، نَحْوَ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الْأَحْزَاب: 35] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} الْآيَةَ [التَّوْبَة: 112].
وَقِيلَ: هِيَ حِينَئِذٍ حَرْفُ تَعْرِيفٍ، وَقِيلَ: مَوْصُولٌ حَرْفِيٌّ.
الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ حَرْفَ تَعْرِيفٍ، وَهِيَ نَوْعَان: عَهْدِيَّةٌ وَجِنْسِيَّةٌ.
وَكُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:
فَالْعَهْدِيَّةُ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ مَصْحُوبُهَا مَعْهُودًا ذِكْرِيًّا، نَحْوَ: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [الْمُزَّمِّل: 15- 16]، {فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ} [النُّور: 35] وَضَابِطُ هَذِهِ أَنْ يَسُدَّ الضَّمِيرُ مَسَدَّهَا مَعَ مَصْحُوبِهَا.
أَوْ مَعْهُودًا ذِهْنِيًّا: نَحْوَ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التَّوْبَة: 40]، {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الْفَتْح: 18].
أَوْ مَعْهُودًا حُضُورِيًّا نَحْوَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [الْمَائِدَة: 5]، {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [الْمَائِدَة: 5] قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ: وَكَذَا كُلُّ وَاقِعَةٍ بَعْدَ اسْمِ الْإِشَارَةِ، أَوْ أَيْ فِي النِّدَاءِ، وَإِذَا الْفُجَائِيَّةِ، أَوْ فِي اسْمِ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ نَحْوَ: الْآنَ.
وَالْجِنْسِيَّةُ:
إِمَّا لِاسْتِغْرَاقِ الْأَفْرَادِ، وَهِيَ الَّتِي تَخْلُفُهَا (كُلُّ) حَقِيقَةً، نَحْوَ: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النِّسَاء: 28]، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الرَّعْد: 9]. وَمِنْ دَلَائِلِهَا صِحَّةُ الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ مَدْخُولِهَا، نَحْوَ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} [الْعَصْر: 2- 3] وَوَصْفُهُ بِالْجَمْعِ، نَحْوَ: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} [النُّور: 31].
وَإِمَّا لِاسْتِغْرَاقِ خَصَائِصِ الْأَفْرَاد: وَهِيَ الَّتِي تَخْلُفُهَا (كُلُّ) مَجَازًا، نَحْوَ: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [الْبَقَرَة: 2] أَيِ الْكِتَابُ الْكَامِلُ فِي الْهِدَايَةِ الْجَامِعُ لِصِفَاتِ جَمِيعِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَخَصَائِصِهَا.
وَإِمَّا لِتَعْرِيفِ الْمَاهِيَّةِ وَالْحَقِيقَةِ وَالْجِنْس: وَهِيَ الَّتِي لَا تَخْلُفُهَا (كُلُّ) لَا حَقِيقَةً وَلَا مَجَازًا، نَحْوَ: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الْأَنْبِيَاء: 30]، {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [الْأَنْعَام: 89].
قِيلَ: وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمُعَرَّفِ بِـ أَلْ وَبَيْنَ اسْمِ الْجِنْسِ النَّكِرَةِ هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُقَيَّدِ وَالْمُطْلَقِ؛ لِأَنَّ الْمُعَرَّفَ بِهَا يَدُلُّ عَلَى الْحَقِيقَةِ بِقَيْدِ حُضُورِهَا فِي الذِّهْنِ، وَاسْمُ الْجِنْسِ النَّكِرَةُ يَدُلُّ عَلَى مُطْلَقِ الْحَقِيقَةِ لَا بِاعْتِبَارِ قَيْدٍ.
الثَّالِثُ: أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً، وَهِيَ نَوْعَان:
لَازِمَةٌ كَالَّتِي فِي الْمَوْصُولَات: عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ تَعْرِيفَهَا بِالصِّلَةِ، وَكَالَّتِي فِي الْأَعْلَامِ الْمُقَارِنَةِ لِنَقْلِهَا كَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، أَوْ لِغَلَبَتِهَا: كَالْبَيْتِ لِلْكَعْبَةِ وَالْمَدِينَةِ لِطِيبَةَ وَالنَّجْمِ لِلثُّرَيَّا، وَهَذِهِ فِي الْأَصْلِ لِلْعَهْدِ.
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النَّجْم: 1] قَالَ: الثُّرَيَّا.
وَغَيْرُ لَازِمَةٍ: كَالْوَاقِعَةِ فِي الْحَالِ، وَخُرِّجَ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ بَعْضِهِمْ {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [الْمُنَافِقُونَ: 8] بِفَتْحِ الْيَاءِ، أَيْ: ذَلِيلًا؛ لِأَنَّ الْحَالَ وَاجِبَةُ التَّنْكِيرِ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ فَصِيحٍ، فَالْأَحْسَنُ تَخْرِيجُهَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ: خُرُوجَ الْأَذَلِّ، كَمَا قَدَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.
مَسْأَلَةٌ: اخْتُلِفَ فِي (أَلْ) فِي اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى: فَقَالَ سِيبَوَيْه: هِيَ عِوَضٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الْمَحْذُوفَةِ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ أَصْلَهُ (إِلَهٌ)، دَخَلَتْ (أَلْ) فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى اللَّامِ ثُمَّ أُدْغِمَتْ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَطْعُ هَمْزِهَا وَلُزُومُهَا.
وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ مَزِيدَةٌ لِلتَّعْرِيفِ تَفْخِيمًا، وَتَعْظِيمًا وَأَصْلُ (إِلَهٍ) (لَاهٌ).
وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ زَائِدَةٌ لَازِمَةٌ لَا لِلتَّعْرِيفِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصْلُهُ هَاءُ الْكِتَابَةِ؛ زِيدَتْ فِيهِ لَامُ الْمِلْكِ، فَصَارَ (لَه) ثُمَّ زِيدَتْ (أَلْ) تَعْظِيمًا، وَفَخَّمُوهُ تَوْكِيدًا.
وَقَالَ الْخَلِيلُ وَخَلَائِقُ: هِيَ مِنْ بِنْيَةِ الْكَلِمَةِ، وَهُوَ اسْمٌ عَلَمٌ لَا اشْتِقَاقَ لَهُ وَلَا أَصْلَ.
خَاتِمَةٌ:
أَجَازَ الْكُوفِيُّونَ وَبَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ نِيَابَةَ (أَلْ) عَنِ الضَّمِيرِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ، وَخَرَّجُوا عَلَى ذَلِكَ {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النَّازِعَات: 41] وَالْمَانِعُونَ يُقَدِّرُونَ (لَهُ).
وَأَجَازَ الزَّمَخْشَرِيُّ نِيَابَتَهَا عَنِ الظَّاهِرِ أَيْضًا، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، فَإِنَّ الْأَصْلَ أَسْمَاءُ الْمُسَمَّيَاتِ.

.أَلَا:

أَلَا بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ، وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ عَلَى أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: لِلتَّنْبِيهِ، فَتَدُلُّ عَلَى تَحْقِيقِ مَا بَعْدَهَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلِذَلِكَ قَلَّ وُقُوعُ الْجُمَلِ بَعْدَهَا إِلَّا مُصَدَّرَةً بِنَحْوِ مَا يُتَلَقَّى بِهِ الْقَسَمُ، وَتَدْخُلُ عَلَى الِاسْمِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ، نَحْوَ: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ} [الْبَقَرَة: 13]، {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} [هُودٍ: 8].
قَالَ: فِي الْمُغْنِي: وَيَقُولُ الْمُعْرِبُونَ فِيهَا: حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ، فَيُبَيِّنُونَ مَكَانَهَا وَيُهْمِلُونَ مَعْنَاهَا، وَإِفَادَتُهَا التَّحْقِيقَ مِنْ جِهَةِ تَرْكِيبِهَا مِنَ الْهَمْزَةِ وَلَا، وَهَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّفْيِ أَفَادَتِ التَّحْقِيقَ: نَحْوَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ} [الْقِيَامَة: 40].
الثَّانِي وَالثَّالِثُ: التَّحْضِيضُ وَالْعَرْضُ، وَمَعْنَاهُمَا طَلَبُ الشَّيْءِ، لَكِنَّ الْأَوَّلَ طَلَبٌ بِحَثٍّ، وَالثَّانِي طَلَبٌ بِلِينٍ. وَتَخْتَصُّ فِيهِمَا بِالْفِعْلِيَّةِ، نَحْوَ: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا} [التَّوْبَة: 13]، {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} [الشُّعَرَاء: 11] {أَلَا تَأْكُلُونَ} [الذَّارِيَات: 27]، {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النُّور: 22].

.أَلَّا:

أَلَّا بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، حَرْفُ تَحْضِيضٍ مِنْ مَعَانِي أَلَّا؛ وَلَمْ يَقَعْ فِي الْقُرْآنِ لِهَذَا الْمَعْنَى فِيمَا أَعْلَمُ، إِلَّا أَنَّهُ يَجُوزُ عِنْدِي أَنْ يُخَرَّجَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} [النَّمْل: 25]. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ} [النَّمْل: 1] فَلَيْسَتْ هَذِهِ، بَلْ هِيَ كَلِمَتَان: أَنَّ النَّاصِبَةُ وَلَا النَّافِيَةُ، أَوْ (أَنْ) الْمُفَسِّرَةُ وَلَا النَّاهِيَةُ.

.إِلَّا:

إِلَّا بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَى أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلًا، نَحْوَ: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الْبَقَرَة: 249]، {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [النِّسَاء: 66]. أَوْ مُنْقَطِعًا، نَحْوَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} [الْفُرْقَان: 57]، {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} [اللَّيْل: 19- 20]:
الثَّانِي: بِمَعْنَى غَيْرَ، فَيُوصَفُ بِهَا وَبِتَالِيهَا جَمْعٌ مُنَكَّرٌ أَوْ شِبْهُهُ، وَيُعْرَبُ الِاسْمُ الْوَاقِعُ بَعْدَهَا بِإِعْرَابِ غَيْرَ، نَحْوَ: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الْأَنْبِيَاء: 22]، فَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآيَةُ لِلِاسْتِثْنَاءِ؛ لِأَنَّ آلِهَةً جَمْعٌ مُنَكَّرٌ فِي الْإِثْبَاتِ، فَلَا عُمُومَ لَهُ، فَلَا يَصُحُّ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْهُ، وَلِأَنَّهُ يَصِيرُ الْمَعْنَى حِينَئِذٍ: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ لَيْسَ فِيهِمُ اللَّهُ لَفَسَدَتَا، وَهُوَ بَاطِلٌ بِاعْتِبَارِ مَفْهُومِهِ.
الثَّالِثُ: أَنْ تَكُونَ عَاطِفَةً بِمَنْزِلَةِ الْوَاوِ فِي التَّشْرِيكِ، ذَكَرَهُ الْأَخْفَشُ وَالْفَرَّاءُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَخَرَّجُوا عَلَيْه: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [الْبَقَرَة: 150]، {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}، {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ} [النَّمْل: 10- 11] أَيْ: وَلَا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَلَا مَنْ ظَلَمَ. وَتَأَوَّلَهُمَا الْجُمْهُورُ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ.
الرَّابِعُ: بِمَعْنَى (بَلْ)، ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ، وَخَرَّجَ عَلَيْه: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً} [طه: 2- 3] أَيْ: بَلْ تَذْكِرَةً.
الْخَامِسُ: بِمَعْنَى (بَدَلَ)، ذَكَرَهُ ابْنُ الصَّائِغِ، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ {آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} أَيْ: بَدَلَ اللَّهِ أَوْ عِوَضَهُ، وَبِهِ يُخْرَجُ عَنِ الْإِشْكَالِ الْمَذْكُورِ فِي الِاسْتِثْنَاءِ وَفِي الْوَصْفِ بِإِلَّا مِنْ جِهَةِ الْمَفْهُومِ.
وَغَلِطَ ابْنُ مَالِكٍ، فَعَدَّ مِنْ أَقْسَامِهَا نَحْوَ: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التَّوْبَة: 40] وَلَيْسَتْ مِنْهَا، بَلْ هِيَ كَلِمَتَان: (إِنْ) الشَّرْطِيَّةُ وَ(لَا) النَّافِيَةُ.
فَائِدَةٌ:
قَالَ الرُّمَّانِيُّ فِي تَفْسِيرِه: مَعْنَى إِلَّا اللَّازِمُ لَهَا الِاخْتِصَاصُ بِالشَّيْءِ دُونَ غَيْرِهِ، فَإِذَا قُلْتَ: جَاءَنِي الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا. فَقَدِ اخْتَصَصْتَ زَيْدًا بِأَنَّهُ لَمْ يَجِئْ، وَإِذَا قُلْتَ: مَا جَاءَنِي إِلَّا زَيْدٌ فَقَدِ اخْتَصَصْتَهُ بِالْمَجِيءِ، وَإِذَا قُلْتَ: مَا جَاءَنِي زَيْدٌ إِلَّا رَاكِبًا، فَقَدِ اخْتَصَصْتَهُ بِهَذِهِ الْحَالَةِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْمَشْيِ وَالْعَدْوِ وَنَحْوِهِ.
الْآنَ: اسْمٌ لِلزَّمَنِ الْحَاضِرِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِهِ مَجَازًا. وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ مَحَلٌّ لِلزَّمَانَيْنِ، أَيْ: ظَرْفٌ لِلْمَاضِي وَظَرْفٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ، وَقَدْ يُتَجَوَّزُ بِهَا عَمَّا قَرُبَ مِنْ أَحَدِهِمَا.
وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ: لِوَقْتٍ حَضَرَ جَمِيعُهُ، كَوَقْتِ فِعْلِ الْإِنْشَاءِ حَالَ النُّطْقِ بِهِ أَوْ بَعْضِهِ نَحْوَ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الْأَنْفَالِ. 66]، {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الْجِنّ: 9] قَالَ: وَظَرْفِيَّتُهُ غَالِبَةٌ لَا لَازِمَةٌ.
وَاخْتُلِفَ فِي (أَلْ) الَّتِي فِيهِ، فَقِيلَ: لِلتَّعْرِيفِ الْحُضُورِيِّ، وَقِيلَ: زَائِدَةٌ لَازِمَةٌ.